الحمدُ لله الذي أنزل الكتاب المبارك لندَّبر آياته ، و الصلاة على من كان خلقه
القرآن ، محمد النبي الكريم صلى الله عليه و سلم ، و بعد ..
فإننــــا نرى كثيـــــرًا من النـاس ، كل همهن حــفظ و صم أكبر قدر من القرآن دون تدبر و لا فهم
المـهم أن يـحصلون الحفظ الكثير .
و نرى كـــثيرًا من أخــواتنا الكريمات تشــكو عــدم قدرتها على حـــفظ القرآن ، و فــتور هـــمتها في ذلك
و نــجد السـؤال الذي يتردد على ألســنة الملتزمين خاصة ، عندما يُحدث أخيه يقول " كم جزءً من القرآن تحفظ ؟ "
و والله ليـــس المقياس بكثرة الحفظ ، فلم يكن هذا منهج السلف الصالح
قال بعض السلف :
[ صاحب القرآن هو العالم به ، العامل بما فيه ، و إن لم يحفظه عن ظهر قلب ، و أما من حفظه و لم يفهمه
و لم يعمل به فليس من أهله و إن أقام حروفه إقامة السهم ].
فاعلمي أختي الكريمة ، أنه لا سبيل لتحصيل بركة القرآن إلا بتدبره ، و فهم معانيه و اتباعه
و التدبر : هو الفهم لما يتلى من القرآن مع حضور القلب و خشوع الجوارح ، و العمل بمقتضاه ، و يكون بإطالة نظر
القلب إلى معانيه و جمع الفهم على فكره و تعقله ، و أن يشتغل القلب في التفكير في معنى ما يلفظه لسانه ، فيعرف من
كل آية معناها ، و لا يتجاوز إلى غيرها حتى يعرف معناها و مرادها .
فإيـــاكـِ ثم إيــاكـِ أخيتي أن يــكون شاغلك الأكبر هو صم أكبر قدر من القرآن و أنتِ لم تعملي و تطبقي ما جاء به
في حيــاتك ، و انتِ لم تتفكري بعد في معاني آيته ، و حكمته و برهانه
و اعلمي أن منهج السلف الصالح رضى الله عنهم كان العمل بالقرآن قبل تعلمه ، و أنكِ لستِ ذات قيمة و إن حفظت
المصحف كاملا و قد ساء خلقك و تشوب قلبك .
درٌ مكــــــنون
__________________
رجـاء ... لا تنسوني من الدعــاء
::
قال ابن القيم - رحمه الله -
[ان في القلب قسوة لا يذيبها الا ذكر الله تعالى]