السؤال :
أنا امرأة متزوجة، أمي وأبي منفصلان، ولم أر حنانا في حياتي من غير أمي، وأبي تركني من غير حنين علي، وكان تركني لزوج أمي الذي كان يعاملني بأبشع طريقة، وعندما تقدم لي زوج تزوجته لأهرب مما أنا فيه، هو إنسان طيب لكنه سلبي جدا، وأمه شديدة جدا، وهو يخاف منها، أنا هربيت من نار لأقع في غيرها أخف منها، أنا عندي بنت وولد، وأنا أعمل، وقابلت زميلا لي أحبني وأحببته، وهو متزوج وعنده ولد، وللعلم أنا عمري 22 سنة، وهو 29 هو يحبني بجنون، وأنا لم أر أحدا يحنّ عليه، وقد أحببته، وعندما أقول له أن نبعد عن بعض يرفض، وهو عنده استعداد للزواج مني لكن أنا حائرة من أجل أولادي، ومن أجل بيتي، لكننا لا يمكن أن نبتعد عن بعض، السؤال: هل أعيش معه في الحرام، ولا نتزوج ونقف أمام الدنيا؟
أشكركم لحسن تعاونكم معي
الفتوى :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تحاولي جهد استطاعتك صرف تفكيرك بغير زوجك وتقطعي أي صلة لك بأي رجل أجنبي؛ لأن ذلك أول خطوة في طريق الحرام، وعليك أن تزيدي اهتمامك بزوجها وأسرتك وتصرفي النظر عن غيرهم، فإن خالفت ذلك فستزداد حياتك جحيما ونكدا، وسيعيش أبناؤك (لا قدر الله) الحياة الصعبة التي عشتيها.
واحذري الحرام وتجنبي مقدماته، وعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، أسأل الله لك الهداية العاجلة.
والله تعالى أعلم.
المفتى احمد الحجى الكردى
خبير فى الموسوعة الفقهيه وعضو هيئة الافتاء فى الدولة الكويتية