إن الاطلاع على سيرة أمهات المؤمنين اللواتي نزلت النصوص القرآنية
في بيوتهن ، وكن التطبيق العملي لهذه التعاليم يكشف لنا أن في
زواجه صلى الله عليه وسلم من كل واحدة منهن حكمة إما تعليمية
أو تشريعية أو سياسية أو اجتماعية ..
¤©§][§©¤][ الحكمة التعليمية ][¤©§][§©¤
وهي الحكمة الموصولة بمنبع العلم فقد كان المؤمنات يسألنه
عن كل ما يعرض لهن على اختلاف درجاتهن في الحياء وكان
لا بد من تعليمهن وكانت هناك أسئلة خاصة تحرج النبي صلى
الله عليه وسلم ، فتتولى أمهات المؤمنين شرحها وتبيانها.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها :
( رحم الله نساء الأنصار، ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين )
ومن المعروف أن السنة المطهرة ليست قاصرة على أقوال
النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل تشمل قوله، وفعله،
وتقريره..
وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة اتباعه، فمن ينقل
لنا أخباره وأفعاله صلى الله عليه وسلم في المنزل ، غير
هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله فكن أمهات للمؤمنين
وزوجات لرسوله صلى الله عليه وسلم حتى كان الرجال
والنساء يرجعون بعده صلى الله عليه وسلم إليهن في كثير
من أحكام الدين ولاسيما الزوجية فمن كان له قرابة منهن
كان يسألها دون غيرها.
¤©§][§©¤][ الحكمة التشريعية ][¤©§][§©¤
فأوضح مثال لهذه الحكمة التشريعية زواجه صلى الله عليه
وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أنه قال :
( إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن :
(( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ))
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" أنت زيد بن حارثة بن شرحبيل "
وقد زوجه صلى الله عليه وسلم بابنة عمته زينب بنت جحش
الأسدية رضي الله عنها ولم يكن زواجا موفقا فقد كانت
تعامله بشدة..
ولم تنس لحظة أنها ذات الحسب والنسب.. وأنه عبد مملوك قبل
أن يتبناه النبي صلى الله عليه وسلم .
وطلّق زيد زينب رضي الله عنهما فأمر الله رسوله أن يتزوجها
ليبطل بدعة التبني ويعيد الأمور إلى نصابها..
وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألسنة المنافقين أن
تقول : تزوج محمد امرأة ابنه.. وفي ذلك ما فيه من حرج شديد..
فتباطأ النبي في تنفيذ ذلك حتى نزلت الآية :
((وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها
وطرا زوجناكها لكيلا يكونَ على المؤمنين حرج في أزواج
أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ))
كان لابد من إبطال هذه العادة السيئة.. وإرجاع الأمور إلى
نصابها.. فكانت حكمة الله أن يتزوج رسول الله من زينب
بنت جحش..
وكانت زينب رضي الله عنها تفخر على أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم وتقول :
( زوجكن أهليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات )
يتبع
[/center]