¤©§][§©¤][ الحكمة الإجتماعية ][¤©§][§©¤
فهي تتجلى في أمرين..
الأمر الأول : أنه صلى الله عليه وسلم وثق صلاته بالمصاهرة
مع أقرب أصحابه إليه، فقد تزوج عائشة بنت أبي بكر رضي
الله عنه الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها، ماخلا أبا بكر،
فإن له عندنا يدا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة "
وتزوج من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
فكان ذلك قرة عين لأبيها عمر على صدقه وإخلاصه،
وتفانيه في سبيل هذا الدين، وعمر رضي الله عنه هو
بطل الإسلام، الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين،
ورفع به منار الدين..
فكان اتصاله صلى الله عليه وسلم به عن طريق المصاهرة
خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام .
وكذلك زوج بناته من عثمان وعلي رضي الله عنهما..
وهكذا وثق رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته الاجتماعية
عن طريق المصاهرة بأكرم طبقة من الصحابة وأعظمهم
دورا في خدمة الدعوة..
الأمر الثاني : هو الدور الذي لعبته أمهات المؤمنين في
توعية النساء ورفع مستواهن..
فكن بحق زعيمات الإصلاح الاجتماعي في المجتمع المسلم ،
حتى ارتفعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي..
وكانت أمهات المؤمنين رائدات هذا التغيير في ذلك
المجتمع قريب العهد من الجاهلية.
فكانت السيدة عائشة رضي الله عنها أستاذة في
علوم الدين للصحابة الأجلاء في كثير من الأمور وذلك
لما تم لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين
ولبث الخلفاء الراشدون يرعون منزلتها ويشاورونها
ويسألونها المسائل ويرجعون إلى رأيها، وهي واقفة
بالمرصاد لكبارهم تصحح لهم كلما رأت خطأ في حديث
يحدثون به أو حكم يصدرونه.
¤©§][§©¤][ الحكمة السياسية ][¤©§][§©¤
فعندما وقفت قريش في وجه الدين الجديد منذ اليوم الأول
الذي أعلن فيه رسول الله دعوته.. وكذلك فعلت قبائل العرب..
كان إصهار النبي إلى بعض البيوتات القرشية..
أو القبائل العربية الأخرى.. من الوسائل التي اتخذها النبي
صلى الله عليه وسلم لكسر حدة الخصومة بينه وبين هذه
القبائل ، فقد تزوج رسول الله من جويرية بنت الحارث سيد
بني المصطلق.. وكانت قد أسرت في الحرب التي دارت بين
قومها والمسلمين ولقد كان زواجا ميمونا على عشيرتها..
فعندما خرج الخبر إلى الناس قالوا :
أصهار رسول الله يسترقون؟
فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق..
وعندما علم أبوها بذلك أسلم وأسلم معه قومه..
وكذلك كان زواجه صلى الله عليه وسلم من صفية بنت
حيي بن أخطب.. سيدة بني قريظة.. فأعتقها وتزوجها..
وكذلك زواجه صلى الله عليه وسلم من أم حبيبة بنت أبي
سفيان زعيم قريش وقائد جيش المشركين.. فلما بلغ الخبر
أبا سفيان.. أقر ذلك الزواج وكان هذا الزواج سببا لتخفيف
الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين، وسببا في تأليف قلبه
وقلب قومه وعشيرته..
منقول