¤©§][§©¤][ من صور تكريمهن ][¤©§][§©¤
¤©§][§©¤][ تسميتهم أمهات المؤمنين ][¤©§][§©¤
قال تعالى :
(( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ))
هذا هو القول الكريم الذي تردده محاريب المسلمين منذ
خمسة عشر قرنا وستظل تردده إلى قيام الساعة ، يسمعه
المؤمن فيمتلئ صدره إعظاما وإجلالا ، لمن شاركن الرسول
صلى الله عليه وسلم في ضرائه وسرائه، وصبرن معه على
شظف العيش وتقلب الزمان، وتحملن معه صنوف الأذى وخففن
عنه ما يجد من آلام في سبيل الدعوة إلى الله.
وظلت بيوتهن مهابط الوحي والرحمة والهدى مدة حياته صلى
الله عليه وسلم ، فلما انتقل إلى جوار ربه ، بقيت هذه البيوت
مثابة للناس يقصدونها متعلمين مستفتين ، أو ملتجئين مستغيثين،
فكانت تهدي الحائر، وتعلم الجاهل ، وتحمي الملتجئ ، وتنجد
المستغيث ، ولبث الناس جميعا على اختلاف طبقاتهم ، الخلفاء
فمن دونهم يخضعون لأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم
خضوع الأبرار لأمهاتهم.
وكان من رحمة الله بهذه الأمة، أن طال عمرهن بعده صلى
الله عليه وسلم ، فنقلن لأمته كثيرا من سنته وخاصة فيما
لا يطلع عليه إلا النساء ، فعن طريقهن عرف المسلمون أحواله
المنزلية ، وعنهن رووا كثيرا من السنة التي لولاهن لضاعت،
وكانت بيوتهن بمنزلة مدارس مفتحة الأبواب يتعلم فيها النساء
والرجال دينهم على السواء .
¤©§][§©¤][ تحريم طلاقهن ][¤©§][§©¤
ونزل قوله تعالى :
(( لا يحلُّ لك النساءُ من بعدُ ولا أن تبدَّلَ بهن من أزواج ولو أعجبك
حسنُهُنَّ إلا ما ملكت يمينُك، وكان الله على كل شيء رقيبا ))
وواضح أن هذه الآية نزلت في مكافأة أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم على اختيارهن الله ورسوله وثواب الدار الآخرة
على نعيم الحياة الدنيا وزينتها فحرم عليه أن يتزوج عليهن
أو يستبدل بهن أزواجا أخرى..
¤©§][§©¤][ صيانة مقامهن ][¤©§][§©¤
كان بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم غافلا عن التزام
الأدب اللائق ببيوت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكانوا
يجلسون عنده في كل وقت ، وربما أطالوا فيتأذى الرسول
صلى الله عليه وسلم ويستحي أن يصرفهم.
وصيانة لوقت النبي صلى الله عليه وسلم وبيته ومقام أزواجه
نزل قوله تعالى :
(( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبي إلا أن يؤذنَ لكم
إلى طعام غيرَ ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا
طعِمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديثٍ إن ذلكم كان يؤذي
النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن
متاعا فاسألوهنَّ من وراء حجاب ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهن
وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكِحوا أزواجه من
بَعْدِهِ أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ))
إنما تقرر ذلك لتبيان ما يجب على المؤمنين من توقيره صلى
الله عليه وسلم وتعظيم حرمته وسد منافذ الذرائع..
خاصة وان المنافقين كانوا يتربصون ، كما فعلوا (يوم الإفك)
في رمي السيدة عائشة رضي الله عنها ، ومن هذا القبيل
أن صفية أم المؤمنين زارت النبي صلى الله عليه وسلم وهو
معتكف في العشر الأخير من رمضان في المسجد فتحدثت
عنده ساعة فلما قامت تنقلب راجعة قام معها رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغا باب المسجد مر بهما رجلان
من الأنصار فسلما ثم نفذا (مسرعين) فقال لهما صلى الله
عليه وسلم :
" علــى رسلكمــا إنمــا هي صفية بنت حيي ، إن الشيطان
يجري من ابن آدم مجرى الدم "
منقول