اهي الغيبة:؟؟
هي ذكر أخاك بما يكره لو بلغه ذلك سواء ذكرته بنقص في بدنه أو في نسبه أو خلقه أو فعله أو حتى دنياه بل حتى في ثوبه وداره ودابته , بل إن كثيراً من الناس صار همه في المجالس أن يأكل لحم فلان وفلان , وفلان فيه كذا وكذا, ومع ذلك لو انك فتشت عنه لرايته هو أكثر الناس عيباً وأسوأهم خلقاً وأضعفهم أمانة, وان هذا الإنسان يكون مشؤماً على نفسه وحتى على جلسائه لأن جلسائه إذا لم ينكروا عليه صاروا شركاء له في الإثم وان لم يقولوا شيئاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله اعلم: قال : ذكرك أخاك بما يكره) قيل: افرايت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ,وان لم يكن فيه فقد بهته
) رواه مسلم
حكمها: الغيبة
محرمة : الأدلة على تحريمها:
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات:12:
· الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (
( كل المسلم على المسلم حرام : دمه , وماله , وعرضه) رواه مسلم .
وفي خطبة الوداع قال عليه الصلاة والسلام ( إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلا قد بلغت) رواه البخاري ومسلم:
لماذا حرمت الغيبة؟؟؟
كما ذكرت أنها محرمة لأي سبب من الأسباب سواء كانت لشفاء غيظ أو مجاملة للجلساء ومساعدتهم على الكلام أو لإرادة التصنع أو لحسد أو اللعب أو الهزل وتمشية الوقت و فيذكر الإنسان عيوب أخيه المسلم بما يضحك وقد نهى الله عن ذلك ,
وحرمت الغيبة : لما فيها من الاستهزاء بالمسلمين والسخرية منهم وذكر العيوب وإفشاء الخفايا مع ستر المحاسن, كذلك لما فيها من الإفساد بين الناس وإزالة كل مودة بين الخوان , ولما فيها من الكذب والغدر والخيانة , وكيل التهم على الأبرياء وذكر القبائح, وإنها من علامات الجبن والضعف والدناءة.
أيضا إن أصحابها يتحملون ذنوبا كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وعقابه عز وجلً.
قال تعالى ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَّهِينٍ {10} هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ {11} ) القلم: 11:10)
وقوله تعالى (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ) الهمزة:1)
وفي الحديث عن حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم0( لا يدخل الجنة نمام)
ما الفرق بين الهمز واللمز؟؟
الهمز: يكون بالفعل: قال تعالى ( وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) التوبة : 58
يعمني يكون الهمز بالفعل انه يسخر من الناس بفعله إما أن يلوي وجهه أو يعبس بوجهه أو بالإشارة إلى شخص انظروا إليه ليعيبه وما أشبه ذلك ,
اللمز: يكون باللسان وبعض الناس والعياذ بالله مشغوف بعيب البشر إما بفعله أو بقوله:
ما الواجب علينا إذا سمعنا من يغتاب أخواتنا وإخواننا المسلمين ؟؟
الواجب: أن نمنعه ونذًب عنه إعراض أخواتنا المسلمات ,
قال تعالى ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ))
لقد صور الله الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة مثلت بمن يأكل لحم أخيه ميتاً و
ما عقاب المغتاب يوم القيامة؟؟
إن المغتاب يقرب إليه الذي اغتابه بصورة أموات ويرغم على أكله : كما روى في ذلك حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام عندما عرج به إلى السماء مع جبريل عليه السلام : انه مرً بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقال ( من هؤلاء يا جبريل)؟ قال ( هؤلاء الذين يأكلون الناس ويقعون في إعراضهم),
**
لقد نص الإمام احمد بن حنبل وفقهاء مذهبه.
على أن الغيبة من كبائر الذنوب فهي محرمة فاحذري أختي المسلمة منها واشتغلي بعيبك عن عيب غيرك , وفتشي نفسك هل أنتي سالمة فربما تعيبين الناس وأنتي أكثرهم عيباً,
وان كنني صادقة في قولك مخلصة في نصحكي فوجدتي في أختك عيباً فالواجب عليكي أن تتصلي بها وتناصحيها , فهذا مقتضى الإخوة الإيمانية والطريقة الإسلامية
وقفات قبل أن تغتابي:
الوقفة الأولى: هل الغيبة عمل صالح تتقربين فيه إلى الله تعالى فتزيد من حسناتك وتزيد ك قرباً من الله تعالى وبالتالي تفريك إلى الجنة أم أنها نقيض ذلك ؟
الوقفة الثانية: هل تحبين أن يغتابك احد فيذكر عيوبك ومساوئك , وما أكثر العيوب والمساوئ؟ فان كنني لا تحبين ذلك فأخواتك لا يحببن ذلك ظ
الوقفة الثالثة: تذكري قبل أن تغتابي هذه الآية
( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )) الحجرات:12
الوقفة الرابعة: تذكري قبل أن تغتابي أن الغيبة بضاعة الجبناء من الناس فالمغتاب لا يتكلم إلا في حال الغيبة, ولو كان شجاعاً لتكلم واظهر مافي نفسه في حال وجود من اغتاب في الخفاء ولكنه جبان وضعيف الشخصية.
فهل تحبين أن تتصفي بهذه الصفة القبيحة؟؟
الوقفة الخامسة: تذكري قبل أن تغتابي أن الغيبة زيادة ونقصان؟
فهي زيادة في ذنوبك وسيئاتك , ونقصان في أجرك وحسناتك , والسيئات والحسنات هي بضاعتك يوم القيامة.فلكي أن تختاري في هذه الدنيا أن تزيدي من حسناتك أو تزيدي من سيئاتك , والرابح والخاسر في ذلك كله أنتي فاختاري لنفسك؟؟
الوقفة السادسة: قبل أن تغتابي تذكري هذه الأحاديث الشريفة وضعيها أمام نصب عينيكي ولا نسيها
قال رسول الله صلى اله عليه وسلم( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))
وقال عليه الصلاة والسلام( أن العبد ليتكلم بكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار ابعد مما بين المشرق: وفي رواية مسلم ( والمغرب)
وقال عليه الصلاة والسلام( كل مسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)
وعندما مرً عليه الصلاة والسلام على قبرين( فقال : إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير, أما احدهما كان يغتاب الناس وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول))
الوقفة السابعة: تذكري قبل كل شئ من تعصين بالغيبة؟؟
هل تعصين فلان وفلان :؟ هل تخالفين أمر فلان وفلان ؟
لا : انكي تعصين أمر ربك سبحانه وتعالى , انكي تخالفين أمر خالقك ورازقك وموجدك ومتفضل عليكي وهو الغني عنك سبحانه., انكي بالغيبة تحاربين الله سبحانه , فهل تحبين أن تكوني ممن يحاربون الله عز وجلً؟
· ايضاً مما ينبغي الابتعاد عنه والتحذير منه ( النميمة)
ماهي النميمة: نقل الكلام بين الناس فتذهب إلى شخص وتقول قال فيك فلان وفلانة كذا وكذا , وذلك لقصد الإفساد والعداوة والبغضاء بين الناس. وبأي طريقة كانت إما بالقول أو الكتابة ,
فالواجب على المسلم أن يسكت عن كل ما يراه من أحوال الناس ال مافي حكايته منفعة لمسلم أو دفع شر.
ما الباعث على النميمة؟؟
إما لارادةالسوء للذي تحكين عنها, أو انكي تظهرين حبكي للتي تحكين لها, أو الاستمتاع بالحديث والخوض في الفضول والباطل وهذا كله حرام
وكل إنسان حملت إليه نقلت إليه النميمة بأي نوع من الأنواع فيجب عليه عدم التصديق, لأن النمام يعتبر فاسقاً مردود الشهادة قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات: 6
وعليه أن ينهاه وينصحه ويقبح فعله ( قال تعالى ( .....وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ ...) لقمان 17
وان لا يظن بأخيه الذي نقل عنه الكلام إلا خيراً
قال عليه الصلاة والسلام ( إياكم والظن فان الظن اكذب الحديث)) متفق عليه.
حكمها:
من الكبائر التي حرمها الله التي توجب عذاب القبر والنار والعياذ بالله
قال عليه الصلاة والسلام( لا يدخل الجنة نمام)
وقفات قبل النميمة ؟
الوقفة الأولى: تذكري قبل النميمة قول الرسول عليه الصلاة والسلام( لا يدخل الجنة نمام)
الوقفة الثانية: تذكري قبل النميمة :. أن النميمة بضاعة شرار الخلق وان النمامين هم شرار الأمة.
القفة الثالثة: تذكري قبل النميمة:: إن من كمال الإيمان أن يحب المسلم لأخيه المسلم ما يحب لنفسه: عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
فهل تحبين أن ينم عليكي احد فيفرق بينك وبين من تحبين؟ فان كنني لا تحبين ذلك فلا تجعلي النميمة بضاعة لكي تفرقين بها بين الأحبة.
الوقفة الرابعة: تذكري قبل النميمة:: أن من تحاولين الافسلد بينهم سوف يكونون خصومكي يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الذي لا حساب فيه إلا الحسنات والسيئات.
الوقفة الخامسة: تذكري قبل النميمة. أن أمرك سيكشف في يوم من الأيام فتصبحين بعد ذلك وحيدة منبوذة بين الناس لا صاحب ولا محب
الوقفة السادسة: تذكري قبل النميمة: الموت وسكراته وقصير الحياة الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة وضمة القبر وعذابه وأهوال القيامة والنار وأغلالها. والعياذ بالله
الوقفة السابعة: تذكري قبل ذلك كله انك تخالفين أمر ربك وتعلنين الحرب على ما شرع سبحانه ومخالفة أوامره ونواهيه فاحذري الوقوع في هذا الأمر ولا تلقي بنفسك إلى التهلكة.
أسباب ودوافع الغيبة والنميمة؟
1_ ضعف الإيمان . وذلك بعدم الاكتراث بعقاب الله وعدم الاكتراث بمعصيته عز وجلً
2_ التربية السيئة التي ينشا عليها الطفل
3_ الرفقة السيئة. فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
4_ الكبر والتعالي واغترار الإنسان بنفسه ورؤيته لها أنها أفضل من الآخرين.
5_ الحقد والحسد اللذان يوقعان الإنسان أن يغتاب غيره
6_ إضاعة الوقت والتسلية:
7_ ارضاء الآخرين من أصحابه
8_ الجهل: إما جهل بحكم الله بالغيبة والنميمة, أو جهلاً بعاقبتهما السيئة وعقاب الله عليهما
طرق وعلاج الغيبة والنميمة
1_ التربية الحسنة والقدوة الصالحة
2_ الرفقة الصالحة التي تعين على الخير وتحذر من الشر
3- إشغال وقت الفراغ: لن الفراغ سلاح ذو حدين فمن استغله في الخير فهو الرابح في الدنيا والآخرة
4_ تقديم رضا الله عز وجل عن رضاء الآخرين
5- القناعة والرضا بما وهبه الله على كل حال
6- تقوية الإيمان: وذلك بالعلم النافع وكثرة الأعمال الصالحة.
7_ الانشغال بعيوبك عن الآخرين , وذلك بالبحث عنها ومعالجتها والتخلص منها.
8- عدم مجالسة الآخرين في مكان الغيبة, حتى وان يغتاب فهو شارك بالإثم , فالابتعاد عن تلك المجالس وان انجي بنفسي حتى وان كانت توجد رابطة قوية فهذا لن ينفعك يوم القيامة ولا إذا انفردتي في قبرك فكل سوف ينفرد بعمله لا ينفعه سواه.
قال تعالى ( الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف 67
فاحذري اخيتي قبل أن تغتابي وانشغلي بعيوبك قبل الآخرين وأنقذي نفسكي فهذه نصيحتي لي اولاً ثم لأخواتي
وأحبي لاختكي كما تحبين لنفسكي فهذا والله هو دليل الإيمان الصادق في الله عز وجلً
هذا والله اعلم