فــرق بين أن يكــون الأنســان عالمــا أو مفكــّــرا ، وبين أن يكــون متعصــّـبا ..
لأن التعصـــب أنغـــلاق، بينمــا العلـــم أنفتـــــــــــاح .. !
فالتعصــب هو : أن تنتمــي الى فكــر وتنغلــق على الفكــر الآخــــر ...
والتعصـــب هو : أن تمنـع الآخـــر من أن يعــرض وجهــة نظــره ، وأن يطــرح رأيــه لتناقشـــه فيــه ....
والتعصــب هو : أن تتهــم الذين يختلفــون معــك بالرأي بالضــلال أو الأبتــذال أو الجهــل أو الكفـــر ، دون أن تقـــدّم الدليـــل على ذلـــك .
ولذلــك نجــد دائمــا أنّ ( العلمــــاء ) أو ( المفكــرين ) يملكــون رحابــة صــدر ، ورحابــة فكـــر ، بحيـث أنــّـك تستطيــع أن تناقشــهم في كـل شــيء ، وتحاورهــم حــول كل شــيء .. دون أن تعــرّض نفســك لسيــاط الطعــن ، وقــذائف الأتهامــات .. !
فالأنســـان العالـــم يتــرك الفرصــة دائمــا للأحتمــال الآخــر ، ويسمــح لوجهــة النظــر الأخـرى قبل أن يؤكــّــد وجهـة نظــره ...
بينمــا يكــون الأنســان المتعصــب متــوتـرا وخائفــا ، لأنــّـه يخــاف من وجهــة النظــر الأخــرى ، ويرى فيها تهــديدا لوجــوده .. في حيــن أنّ من هو قــوي في حجتــه لا يخــاف من كل نظــريات العالــم التي تخالفـــــه .. !!
وهنــاك فــرق أيضـا بين أن يكــون الأنســان متــدينــا ، وبيــن أن يكــون متعصبـــا ..
لأن التعصـــب جهــل ، بينمــا التديــن ألتــــــــــزام .. !
فأن تلتــزم بالفكــر بمعنــى : أن تعيــش فكــرك ورسالتــك .. شـــــيء ،
وأن تتعصــّــب له بمعنــى : أن تمنــع الآخــر من أن يناقشــك في فكــرك .. شـــيء آخـــر !
ولــذلك فالتعصــب لا يمكــن أن يكــون تــدينــا ..
كمــا أنّ الأنســان المؤمــن هو أنســان ملتــزم وليــس متعصبــــا ..
أمــّـا الأنســان المتعصــب ، فهو أنســان لا يعيــش فكــره ورسالتـــه ..
وهــو أنســان محبــوس في زنــزانــة ذاتــــه ، فليـس ما يملكــه علمــا ، بل هي ذات فارغــة معقــّــدة ، تحســـب ما لديــها علمـــا .. !!
انّ مشكلــة الكثيــرين للأســف هي أنــّهم لا يفهمــون الأســلام ، لأنــّهم يحبـــّونه عاطفــة ..
وعنــدما نحـب الأســلام أو أي شــيء عاطفـــة ، فأنــّــه يتحـــوّل الى تعصـــّــب ..
ولــذلك فأن جهــل الأنســان بفكــره ورسالتــه مع الجانـــب العاطفــي .. يحـــوّلـه الى أنســـان متعصــّـب .. !
انّ التعصــّـب حالــة ضعـف في الأمــّـــة ، تنطلــق من حالــة جهــل ..
ولــذلك ينبغــي أن نفتــح باب العلــم للنــاس في كــل ما ينتمــون اليــه ، وفي كل ما يعيشــون حركتــه ، فأننــا بذلــك نخفــّــف الكثيــر من التعصــّــب اذا لم نلغــــــــه .. !
عنــدما يكثــر علم الأنســان ، يكبــر عقلــه، ويتوازن قلبــه ، وتمتــلأ طاقاتــه ، ويبــدع في الحيــاة ويرفــع مستــواها الى الأحســـن والأفضـــل .....
وعنــدما يكثــر علــم الأنســان ، تكبـــر كل عناصــر أنســانيتــه ...
وعنــدما يكثــر علم الأنســـان ، يتســــع صــدره .. فيكـــون الهاديء الليـــن المنفتـــح ، الـذي لا يغضــب ولا ينفعـــل .. بل يتلقــى الصــدمات والأنفعالات ، لينفــّـســـها بطريقــة هادئـة وعقـــل بارد ...